روايات تركية مترجمة إلى العربية تمزج ما بين الرومانسية والتاريخ

حققت الروايات التركية المترجمة إلى العربية انتشارًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، وكان للروائية إليف شفق مؤلفة رواية قواعد العشق الأربعون نصيب الأسد من هذا الاهتمام، ولكن على غرار المسلسلات التركية المتنوعة والتي تجد صدى وقبولًا متزايدًا في العالم العربي فإن الأدب التركي أيضًا لا يخلو من إبداعات متنوعة تناسب القارئ العربي وتثير شغفه الشديد.
اسمي أحمر – أورهان باموق

اسمي أحمر رواية للكاتب أورهان باموق صدرت عام 1998 وتُرجمت إلى الإنجليزية عام 2000، وحصل بعدها باموق على جائزة نوبل للأدب عام 2006، وتدور الرواية حول رسامي المنمنمات في الإمبراطورية العثمانية عام 1591 ورسخت هذه الرواية من قيمة باموق الأدبية في العالم كما فازت الترجمات الفرنسية والإيطالية والإنجليزية لها بجائزة دبلن الأدبية الدولية عام 2003.

وتنطلق الرواية في فصول منفصلة متصلة عن رغبة السلطان في تسجيل إنجازاته بعمل فني عظيم ويختار لذلك مجموعة من أشهر الفنانين، إلا أن أحدهم يتعرض إلى القتل وسط اعتراضات دينية على المنمنمات وتبدأ رحلة البحث عن القاتل وسط قصة حب رومانسية رائعة وتأكيد على أهمية وسلطة الفن في الوقت ذاته، وتمت ترجمة الرواية إلى أكثر من 60 لغة منذ نشرها، وترجمها إلى اللغة العربية عبد القادر عبداللي.

الكتاب الأسود – أورهان باموق

في مزيج من التشويق والمشكلات الغرامية مع رصد التأثيرات السياسية على المواطنين تبدأ رواية الكتاب الأسود للكاتب التركي أورهان باموق من خلال رصد حيرة المحامي غالب الذي يستقيظ في أحد الأيام ليُفاجأ بأن زوجته رؤية قد هجرته واختفت دون أي أسباب أو توضيح.

ويشك غالب أنها تعيش مع شقيقها جلال الكاتب الصحفي والذي اختفى فجأة أيضًا، ويعتقد غالب أنه إذا تقمَّص شخصية جلال وطريقته في التفكير سيتمكن من العثور على زوجته، وبالفعل يقوم بهذا لدرجة أنه يكتب في الجريدة ويبدأ في إرسال رسائل خفية إلى زوجته والتي يتم فهمها بالخطأ من قبل عشيقة جلال.

الرواية بحث في الهوية الوطنية والإنسانية عمومًا وعلاقات الزواج والعشق والمشكلات التي تحدث بها والرغبة في الهروب منها دون مواجهتها، ويستعرض الكاتب في الخلفية تأثيرات الانقلاب التركي عام 1980 وتأثيره على حياة أبطال القصة.

محمد يا صقري – يسار كامل

وهي من الروايات التركية المترجمة للعربية والتي تجمع بين الرومانسية والكفاح والإثارة والتشويق في الوقت ذاته، وتدور حول قصة الفتى ميميد الذي ينشأ داخل قرية صغيرة فقيرة في الأناضول ويواجه التعذيب من عبدي آغا الذي يعمل لديه ويعامله بقسوة.

ولكن عندما يقع ميميد أخيرًا في غرام هاتشي يقرر الزواج منها والهرب معها بعيدًا عن القرية، إلا أن عبدي آغا لا يتركه في حاله ويسعى وراءه في مغامرة تجمع بين الانتقام والرغبة في الحفاظ على الحب مع محاولة إيجاد الطريق للنجاح.

رواية محمد يا صقري من تأليف يسار كامل وصدرت عام 1955 وهي الأولى في رباعيته بالاسم نفسه وفازت بجائزة فارليك التي تعتبر أعلى جائزة أدبية في تركيا، ونالت شهرة عالمية عام 1961 عندما تمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، كما تحولت إلى فيلم عام 1984، وترجمها إلى اللغة العربية المترجم المصري عبد الحميد فهمي الجمال.

ذات الشعر الأحمر – أورهان باموق

رواية ذات الشعر الأحمر هي رائعة أخرى من روائع أورهان باموق على هذه القائمة وتعتبر روايته العاشرة وصدرت عام 2016، وتم وصفها في الصحافة الإنجليزية بأنها بسيطة بقدر ما هي عميقة، وستظل تلهث مع سطورها حتى الصفحة الأخيرة.

ففي فترة الثمانينات وبعد الانقلاب التركي يستعرض باموق علاقة متوترة بين أب وابنه البالغ من العمر 16 سنة والذي يقرر فجأة ترك أبيه والبحث عن بديل مع حفّار آبار، وهناك يلتقي امرأة غامضة بشعر أحمر ويبدأ في مغازلتها رغم أنها تكبره بأعوام كثيرة.

الجانب السياسي في هذه الرواية يظهر بوضوح ولكن مع الكثير من العلاقات الرومانسية والحميمة المتداخلة مع التوتر والقلق والرغبة في الهروب وتحديد المصير، فهي رواية عن العجز والشباب والحب والرغبة في التغيير، وترجمها إلى العربية جلال فتاح رفعت.

رواية الأوراق المتساقطة – رشاد نوري غونتكن

رواية الأوراق المتساقطة عبارة عن قصص متنوعة لكل فرد من العائلة وعن طموح وأحلام كل منهم والتجارب التي خاضوها للخروج من مأزق الفقر والحاجة وفي النهاية يتساقطون واحدًا تلو الآخر، تم تحويل الرواية إلى مسلسل ناجح عام 2006.

وهي من روائع الأدب التركي للكاتب رشاد نوري غونتكن ويرصد فيها بأسلوب شديد السلاسة والجاذبية التحولات التي طرأت على المجتمع التركي وتأثره بالحياة الغربية من خلال قصة كفاح علي رضا بيك الذي يرغب في تربية أولاده الخمسة على القيم الفضيلة ولكن التحولات الاجتماعية تؤثر على حالتهم المادية وتثور الخلافات مع زوجته التي اعتادت على الإنفاق ببذخ شديد.

مادونا صاحبة معطف الفرو – صباح الدين علي

كان أول إصدار لهذه الرواية عام 1942 للكاتب صباح الدين علي الذي تعرَّض للقتل في ظروف غامضة عام 1948، ولكن أعيد نشرها من جديد عام 1999 وتُرجمت إلى اللغة العربية في الألفية الثالثة، ولا تزال حتى الآن الأكثر مبيعًا في تركيا رغم صدورها لأول مرة منذ 70 سنة.

فرواية مادونا صاحبة معطف الفرو من النوعيات شديدة التأثير عن شاب تركي مغترب يقع في قصة حب مع فتاة ألمانية وتدور الأحداث عن الصراع بين رغبته في الزواج منها وبين تاريخ بلاده مع تسليط الضوء على قضايا متنوعة.

يؤكد كل من قرأ الكتاب أنه لم يتمكن من تركه حتى النهاية نظرًا للتشويق الكبير في الأحداث، فرغم أن الترجمة العربية لمادونا صاحبة معطف الفراء تأخرت كثيرًا إلا أنها حققت شهرة كبيرة خلال الأعوام الماضية، وهي من تأليف صباح الدين علي وترجمها إلى العربية جهاد الأماسي.

وفي النهاية، فإنه بالتأكيد هناك العشرات من أجمل الروايات التركية المترجمة للعربية والتي تستحق وقتك واهتمامك، وسواء كانت لإليف شفق أو لكتاب آخرون فهي بالتأكيد ستجعلك تمضي وقتًا ممتعًا وشيِّقًا خصوصًا مع اهتمام الكثير منهم بالتحولات الاجتماعية والسياسية في تركيا والتي أثرت على علاقات الحب والزواج وحتى داخل الأسرة الواحدة.