ذات الرداء الأبيض.

قد لا أحصل علي التقدير الذي أستحق، ولا يَصفق لي الجميع في نهاية المَطاف ، لكنني لا أشك لحظة بأهمية الدور الذي وُضعت فيه ، وقيمة وجودي الدَفين في علمي، ورَحمتي وإجتهادي الدائم وصبري علي ذَلك..

البعض لم يبذلوا جُهداً في تَوسيع نظراتهم الضَيقة، وإرواء فِكرهم المحدود بمعرفةِ الحقيقة، فداوموا علي ظنونهم بإمكانية إستبدالي!

والحقيقة أنه من الممكن جداً حدوث ذلك ، إذا كان يمكنهم إستبدال قلوبهم، 

إنني بمثابة قلب ذلك المبني الذي تئن أركانه من الآلام، وتزفر نوافذه زفرات الإرهاق ، وعلي أعتاب أبوابه فارقتنا الأحلام،

إنني كالقلب لا يحق لي النوم وهلة ، وإلا توقفت سائر أعضاء الجسد عن العمل، أنبضُ دوماً حتي تجري الأمور بطبيعتها دون أن يصيبها خللٌ أو كَلل.. 

لن تَصرفني أفعالهم عن سعيي وشَغفي بأن يَزدان عقلي بكل العلوم، ولن تأخذ ممارستي حَجم الفِكر الذي يبذلون جهداً لتَقييدي به، إنني حرٌ بما أنفقت أعواماً في إدراكه، وقبله كان هناك عُمراً حتي أصل إليه.

لست أنا من يعرف من يَكون وما مقياس وجوده من خلال العالم، إنني أسير أفعالي وبالأثر الذي أخلفه من بعدي، أرثُ به المعني والسَبيل، فلا يداهمني شكٌ أو تَقليل،

إنني أعرف كيف أحارب الأوبئة دون وجل، بالمواجهةِ والتَرويض..

إنني لا أقع في أسرِها ، فأن أنتصر أو أموت، وهذا ما تَعلمته من دراسة التمريض.


- آية الجويلي