تأليف : كريس فريث

في هذا الكتاب تجسيد لجهد علمي يحاول إماطة اللثام عن كل من العقل والمخ، وعلاقة التكامل أو التضايف بين الأثنين، وبرغم أن عنوانه جاء فى صيغة إجابة، فهو يثير أسئلة أكثر مما يقدم إجابات، وهذا هو شأن العلم فى تطوره؛ إذ حين يجيب و يفتح أمام الإنسان آفاقا جديدة للبحث، ويطرح أسئلة كثيرة يرصد لها العلماء الجهد. فهو يتحدث بإفاضة عن حقبة هذا التاريخ-تاريخ الإنسانية الفكرية- وعن أثر تطور المجتمع الإنساني على الأجيال إلى عصرنا الحديث، وهو بهذة المثابة محاولة جريئة جديرة بالتقدير والإكبار، وجداراتها بالتقدير أكثر وضوحاً في نظر الذين يعتقدون عن إيمان أن تاريخ الإنسانية يتلخص في تطور تفكيرها؛ لأن هذا التطور هو المتصل على الزمان وكل حلقة من السلسلة باقية إلى اليوم قيد البحث و التمحص من جانب العلماء والمفكرين ومن يعتقدون أن مصير الإنسانية رهن في النهاية بمصير العقل الإنساني يوم يبلغ كماله فتبلغ الإنسانية وحضارتها نفس هذا الكمال، فإذا ما قدر لهذا اليوم أن يكون ارتسم أمام المؤرخ وأمام المفكر للخطوات التى قطعتها الإنسانية خلال العصور وفي مختلف أرجاء العالم كي تبلغ الكمال.

---