تأليف : قدرى حفنى

ليس من شك في أن الإنسان منذ وجد على هذه الأرض ، وسعى في مناكبها وقضية المستقبل تستحوذ على القدر الأكبر من اهتمامه واذا ما أنعمنا النظر اتضح لنا أن اهتمامه هذا بالمستقبل لم يكن ترفا ولا تزيدا ، فظروف حياة الإنسان البدائي لم تكن لتسهع له بترف ولا بتزيد، لقد كانت تشية « المستقبل ، لديه قضية حياة أو موت ، أعني حياته أو موته، المستقبل امامه مليء بالأخطار التي تتهدده من كل سوب وفي كل لحفلة و لها اخطار محتملة ، أي أنها قد تحدث وقد لا تحدث ، فاذا ما حدتت فهو هالك لا محالة ، واذا لم تحدث فلسوف تمضي به الحياة، ولكن ، اي حياة تلك التي يسودها القلق والترقب ويملؤها الفزع والرعب ، ايبقى في مكانه ؟ قد تنهمر عليه السبول فتجرفه ، وقد تتفجر من تحته البراكين فتدمره ، وقد لا يحدث شيء من ذلك على الإطلاق ، أ يخرج للعيد ؟ قد يكون ذلك الحيوان القادم نحوه وحشا مفترسا لا قبل له بمواجهته وقد يكون صيدا سهلا فيه غذاؤه . اياكل هذا النبات ؟ قد يكون ساما فيقضي عليه ، وقد يكون طيبا فيشبعه . قد يكون مرا حتخللا لا يستساغ وقد يكون مقبولا شهيا فيه فائدة .

---