تأليف : أحمد عدنان

الكتاب ممتاز فهو عبارة عن مجموعة من المقالات للكاتب الصحفي أحمد عدنان عن تاريخ السعودية في العقود الأخيرة مع الهيمنة الوهابية ومحاولات الأصلاح العلمانية من قبل مثقفين،ويحمل بين طياته معلومات ثرية عن أحداث مهمة في تاريخ السعودية الحديثة خاصة عن الملك المنزوع سعود من قبل العلماء بعد محاولاته تعليم البنات، وعن محاولات التصالح والأصلاح من جانب الملك فهد والملك عبدالله خاصة في التمييز ضد الشيعة، واستطاع الكاتب وصف لنا المبكيات المضحكات في أسئلة طبقة كبيرة من الشعب عن فتاوي في أمور عجيبة غريبة وكيف أن الأغلبية مغيبة، وشرح أيضا بالتفصيل سخافة الفتاوي وأصحاب الفتاوي وكيف أن الوهابية هي نسخ من تعاليم ان تيمية الأرهابية التكفيرية في تفاصيل ثرية ودقيقة مع المراجع من كتاب ابن تيمية نفسه، وتساءل الكاتب عن السبب في وقوف الدولة والمجتمع أكثر مع الأسلامين المتطرفين وفي نفس الوقت محاربة التيار التنويري ووصم العلمانية بالكفر رغم انهم لم يقتلوا أحدا مثل التيارات الأسلاموية، ويتطرق الكاتب الي حادثة جهيمان وكيف أن السلطات بعد قتله طبقت بالضبط ما أراده جهيمان من التعتيم على الحريات وقمع المرأة ومنع صورتها في الأعلام، بمعنى أن السلطة توجست خيفة من تيار لايستهان به مثله جهيمان وانصاعت لأوامره. فيحاول الكاتب ان يرصد ملامح التغيير والتطور والحراك في المشهد السياسي السعودي ، خلال العقود الثلاثة المنصرمة . كما تناول المؤلف قضية الارهاب التي مست الوطن السعودي على مدى سنوات ، وكثف فيها رؤيته للحل من خلال الحوار واقتلاع جذوره الفكرية اولا قبل الحل الأمني .