تأليف : محمد أمين الترمذي

وُلدت في مدينة " حلب " عام 1945 م في حيّ من أحيائها القديمة " سراي إسماعيل باشا "؛ و إن كان يبدو اسم والٍ تركيّ؛ إلاّ أنّه كان بيتاً عربيّا كبيراً يشبه بيوت مسلسل " باب الحارة ". كان فيه غرف كثيرة، لأنّ جدّي كان عنده 4 نساء عدا اللّواتي أخذهنّ الموت أو طلّقن؛ و كان المذياع حديثا في بيتنا و كانت تبثّ منه أغاني العمالقة القدماء الذين لامجال لذكرهم لكثرتهم فابتدأت حياتي الفنيّة بالدّسم؛ كما أنّ الوالد رحمه الله كان يصدح بصوته لألحان العمالقة مثل " محمّد عبد الوهّاب " و " عبد المطلب " و " كارم محمود ". كانت ذاكرتي تختزن كلّ ذلك دون علمي؛ كما أنّ أصحاب من السّمّيعة كان صديقهم المطرب الكبير " أسعد سالم " رحمه الله، و كان يلقّب " ملك الدّور "، فكان أحيانا يحضر معه فرقته الموسيقيّة، و يأتي أصحاب الوالد و يبدأ الغناء حتى ساعة متأخّرة من اللّيل و هو يقدّم أجمل ما عنده من فنون الطرب، و هم يقدّمون أجمل ما عندهم من عبارات الإستحسان، و أنا أقوم على خدمتهم بتقديم الشّاي و القطايف و الفاكهة و الذاكرة تخزّن دون علمي و أنا دون البلوغ.