تأليف : سهام مرضي

لا بد وأننا حينما نقرأ بعض الأعمال الإبداعية السعودية النسوية تستوقفنا جرأتهن في التعبير عن المسكوت عنه، أو ما يعتبر من قبل البعض على أنه حرام، وغير معقول، وبالتالي فهو يعبر في ‘نظر’ هؤلاء عن العصيان، ولكن هل هذه الكتابات هي مجرد ‘تنفس’ عن الذات، أم هي تحد للواقع الصعب، أم هو غليان حقيقي أرادت أن تعبّر عنه هؤلاء المبدعات؟ أم أن السلطة فهمت بأنه يجب أن تمنح قليلا من مساحة التعبير لهنّ حتى ترضيهن؟ لأن الكثير من النصوص الروائية تغوص عميقا في العلاقة الجنسية الحميمة وتتطرق مبدعاتها إلى الحديث عن الجسد دون لف ودوران، وفي هذا الإطار نقدم قراءة سريعة لرواية المبدعة السعودية سهام مرضي في عنوانها ‘حين رحلَتَ’، الصادرة في بيروت، عن الدار العربيّة للعلوم ناشرون، سنة 2011. والتي تجعلنا نكتشف عبر ‘ريم’ بطلة الرواية عالمها الإفتراضي، فمنذ البداية نجد أنفسنا أمام عمل إبداعي مميز وجريء، جريء لأنه يطرح بصراحة موضوعات اجتماعية وسياسية وأخلاقية وجنسية بشجاعة، ومميّز لأنه يعالجها دون لف ودوران، تتم عملية السرد عبر ‘ريم’ التي نكتشف من خلالها وبفضلها مجموعة من الفضاءات والشخوص والقضايا المطروحة والتي يلتقي فيها الواقعي بالإفتراضي، منذ الوهلة الأولى تحدد الساردة عوالم الصراع بين الذكر والأنثى، الذي كان من ورائه المسؤول السياسي أو الديني، هذا المسؤول الذي حجم من مطامح الكائن الذي يريد أن يتصرف في نفسه بحرية، وحسب مشيئته، لا كما يراد له، أو ‘يبرمج’ له، لأن الإنسان بطبيعته متمرد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فهو يتحدى ويرفض كل ما يعيق طموحاته، أو يحجم من آماله ورغباته، خاصة في العصر الذي نعيش فيه، حيث أصبح التمرد سيد الموقف في الشوارع العربية، وفي عصر انفجار المعلومات والتقنيات الحديثة.

---