تأليف : أحمد المرزوقي

قليلًا من الناس التي تعلم بكتاب أحمد المرزوقي ذاك الكتاب الذي أثار جدلًا كبيرًا داخل المغرب وخارجه، خصوصًا في فرنسا وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بسبب ما تضمنه من اعترافات بخصوص سجن سري رهيب يقبع في المناطق الشرقية-الجنوبية بالمغرب، والذي سُجن فيه كل من المتورطين في ما عٌرف بانقلاب الصخيرات سنة 1971 وكذلك محاولة انقلاب أوفقير يوم 16 أغسطس 1973، والذي كان من بينهم الجندي أحمد المرزوقي مؤلف هذا الكتاب، حيث حكى فيه عن كل ما تعرض له رفقة باقي أصدقائه من تنكيل وتعذيب رهيبين، مما اضطر العديد منهم إلى تفضيل الانتحار عن عيش هكذا حياة حسب ما ذٌكر في فقرات كتابه. وأما سبب هذا الجدل الكبير الذي حدث بعد نشر هذا الكتاب هو تحفظ السلطات المغربية وإنكارها لكل ما ذكر فيه، بل إنكارها لوجود سجن كهذا على أراضيها وزعمها على أنه مجرد وهم من خيال المرزوقي وباقي رفقائه، كما أن تدخل كل من الأمم المتحدة والعديد من الجمعيات الحقوقية في موضوع سجناء تزمامرت جعل من القضية دولية ولم تعد وطنية قط. إن رواية تزممارت الزنزانة رقم 10 لأحمد المرزوقي ، نشرت عام 2001 باللغة الفرنسية ، ترجمت من قبل المؤلف نفسه مع معلومات إضافية، وتعد الرواية شهادة الكاتب أحمد المرزوقي على ما واجهه في سجن تزممارت لمدة 18 سنة. سجن تزمامارت: هذا الجحيم الذي لا بد وانه لا يزال موجوداً في عدة دول عربية، فالسجون هي اهم انتاجات معظم الأنظمة العربية، فلا مكان للرأي في مجتمعات القطعان البشرية هذه.. اتى الوصف والسرد ليكملا بعضهما البعض، رغم المعلومات الكثيفة التي ضخها المرزوقي بين هذه السطور والتفاصيل الكثيرة، الا انها لم تكن مملة او رتيبة، بل جعلت القارئ يعيش الرواية بكل جوانبها ومآسيها الفظيعة، فتستشعر بصدق الكاتب، وهذا امر جوهري، فلم ينسب لنفسه ادوار بطولية، بل كان يعطي كل ذي حق حقه، وهذا يحسب له، النفس الكبيرة للكاتب، ورقّته وطيبته تظهر كثيراً في هذه الرواية، وهذا قد يكون نتيجة السجن الرهيب وتهذيب النفس.

---