تأليف : إنتصار محمد صالح

تعد المدة الواقعة بين (٣٠٠-٣٦٦هـ/٩١٢-٩٧٦م) من أزهـى عـصور التـاريخ الأندلسي إذ أصبحت الأندلس فيها الدولة الأولى في العالم الإسلامي فالدارسون لهذا العـصر يجدونه حافلاً بخصائص عديدة ميزته عن الفترات السابقة فقد كان هذا العصر عـصر تقـدم وازدهار في شتى المجالات بعد إستعادة الوحدة السياسية إلى البلاد زمن الخليفة عبد الـرحمن الناصر كما شهد امتزاج عناصر المجتمع من مولدين وعرب ومـستعربين وبربـر وكـادت الخلافات العنصرية القديمة تصبح من ذكريات الماضي كما امتـاز هـذا العـصر بالهـدوء والأستقرار الداخلي مما جعل الناصر والمستنصر يمدان بأبصارهما نحو الخـارج منتهجـين سياسة خارجية نشطة تهدف إلى إخضاع ملوك الدويلات الإسبانية الشمالية وربطهم بحكومـة قرطبة برابط التبعية وجعلهم في موقف دفاعي على طول الخط ونشر سلطانهما سواء بـشكل مباشر أو غير مباشر على القسم الأعظم من المغرب العربي وقد خاضت الأندلس مـن أجـل ذلك العديد من الحروب والوقائع وخرجت من اغلبها ظافرة وفضلاً عن ذلك امتاز هذا العصر بظهور المشاهير من العلماء والأدباء حتى أصبح الفكر الأندلسي في هذه المدة صرحاً ثابـت الدعائم قوي الأركان ينشر نوره شرقاً وغرباً ويـستقطب مـشاهير العلمـاء مـن المغـرب والمشرق.

---