تأليف : إدغار موران

إن أكبر ما شكلته منظومة التبسيط ولازالت تشكله إلى الآن هي أنها تحاول فهم العالم, ذلك المجموع الهائل من المركبات الدينامية والتشييدية والمعقدة والمشككة واللا يقينية, كما تقدمه لنا العلوم والابستيمولوجيات الحديثة المعاصرة, بأدوات الإبستيمولوجيا التقليدية النمطية, فغن ابستيمولوجيا القرن التاسع عشر, هي إبستيمولوجيا الاختزال والاختصار و التبسيط وحجب تعقيدات العالم, إن العالم في الوقت والمكان الحالي وبعد الاكتشافات الأساسية الكثيرة لفيزياء الكوانطا وفيزياء الأنظمة المختلة والفلسفات والابستيمولوجيات والعلوم النسقية وغيرها أصبح الأمر يتطلب أدوات أكثر تطوراً وفلسفات وعلوماً جديدة لمحاولات فهمه, وهي المفقودة كليا في الابستمولوجيا التقليدية. إن الابستيمولوجيا المركبة هي وحدهاالتي تقدر على تمثيل الوجه الجديد للعالم, والذي هو أساس في تأصيله وبنيته الداخلية عالم مركب ومعقد ودينامي ومتنوع وغير نهائي, وإن اختصار العالم داخل بنيات متعددة متعالية وعذرية وشاملة يتم تخبيئها في بداهات طبيعية أو دينية وفي بعض الاحيان في شرعيات تاريخية أو حتى حداثية, مما يؤدي إلى تشويه وجه العالم الحديث, ثم إلى عولمة هذا التشويه نفسه.

---