بول ريكور

هل تعلم أن السيرة الذاتية لـ إيمانويل ماكرون المولود سنة 1977 و رئيس فرنسا الحالي تحتوي معلومة مهمة جدًا تقول "إنه بدأت حياته المهنية مساعد للفيلسوف بول ريكور !!!!". و الفيلسوف الفرنسي بول ريكور أحد أكبر فلاسفة القرن العشرين وعالم إنسانيات معاصر و واحد من كبار ممثلي التيار التأويلي الذي عرف بغزارة مدونته الفلسفية وخاصة لكونه قد نهل وتشبع من روافد الفلسفة القارية والانغلوسكسونية، انصب جل اهتمامه على التوفيق والوفاق بين التحليلية البرغماتية الانغلوسكسونية والفينمينولوجيا التأويلية (الهرمنطيقا) الألمانية، كما حاول ريكور الإجابة عن أسئلة العصر الحارقة المتصلة أساسا بتشخيص علل الذاتية الحديثة على ضوء مكتسبات العلوم الإنسانية وخاصة أفعال الخطاب لدى اوستين سورل ستراوسن وريكنتي. بيد أن تحليلاته لم تتوقف عند مستوى المعالجة البنيوية والبرغماتية، بل انفتحت على الروافد الأنطولوجية والأنثربولوجية والتأويلية كما اشتغل عليها هايدغر وهوسرل وغادمير ودلتاي. وبذلك تكون فلسفة بول ريكور قد نهلت من الضفتين وعيا منها بضرورة توحيد الأقوال حول الإنسان الراهن من أجل وضع نظاما فلسفيا متكاملا قادر على استجماع الروافد المبعثرة وتوحيدها في ذات جديدة تتعايش فيها الوحدة والتنوع. ولد ريكور في فالينس، شارنت، 27 فبراير 1913و كان فقيراً ويتيماً بعد وفاة والده، ووفاة والدته أثناء ولادته، وتربيته فى كنف عمته وجده لأبيه، وبالرغم من اعتباره إدارياً من (أيتام الأمة)، إلا أنه انساق إلى الرسم والقراءة، وكانت حياته منحصرة بين البيت وثانوية الذكور فى مدينة رين. كان هنالك صراع بين ما كان يؤمن به ريكور نتيجة نشأته البروتستانتية وبين ما يقرأه عند فلاسفة آخرين، وإذا كانت قراءته شلايرماخر قد عزَّزت عاطفته المطلقة لما كان يؤمن به، فإن النقدية المحدثة التى اكتشفها فى الجامعة أجَّجت ذلك الصراع، خصوصاً بعد قراءته لكتاب هنرى برجسون (منبعا الأخلاق والدين)، وكذلك لاهوت كارل بارث، وهذا ساعده لإدارة حرب داخلية على الصعيد الذهنى بين الإيمان والعقل أو عمل هدنة بينهما. فى باريس، وفى العام 1934- ،1935 التقى ريكور بــ (جبرائيل مارسيل) وبـ (إدموند هوسرل)، فضلاً عن تلقيه تعليماً فى (السوربون) من قبل أساتذة كبار منهم: ليون روبان، وإميل بريهييه، وليون برونشفيج، كذلك انتظم على حضور حلقات كانت تُعقد فى كل يوم جمعة يقوم بها كل واحد فى مقاربة موضوع ما اختياراً وبحثاً دون اللجوء إلى سلطة أى فيلسوف ذائع الصيت، وهذا ما جعلهُ متدرباً على المنهج السقراطى فى تحليل تجارب عامة كالشعور بالظلم، أو تحليل تصورات، أو مقولات محملة بإرث مفهومى ثقيل. كان للأوضاع السياسية دور فى تكوين بول ريكور أيضاً، ففى سن الحادية أو الثانية عشرة اكتشف الظلم الذى تضمنته (معاهدة فرساي) وهذا يجعل من موت أبيه قتيلاً على الجبهة العسكرية فى العام 1915 عبثاً لا طائل من ورائه، عندما أدركته الحرب العالمية الثانية، أصبح مدنياً مجندا حتى وقع فى الأسر. و حصل ريكور على الدكتوراه سنة 1950 عن فلسفة الإرادة وترجمة كتاب "الأفكار" لهوسرل كما درس في عدة جامعات فرنسية وعالمية، منها: ستراسبورغ، السربون، لوفين، هارفارد، شيكاغو...إلخ، و ترجمت أعماله إلى أغلب اللغات العالمية، ومنح شهادات دكتوراه فخرية وجوائز أكاديمية عديدة. صدرت له العديد من الأعمال، منها: "التناهي والعقاب" 1960، و"فرويد والفلسفة" 1965، و"الزمان والسرد"، و"الذاكرة والتاريخ والنسيان" كما اشتهر بالاهتمام التأويلي ومن ثم بالاهتمام بالبنيوية، وهو امتداد لفريديناند دي سوسير. يعتبر ريكور رائد سؤال السرد. أشهر كتبه (نظرية التأويل -التاريخ والحقيقة-الزمن والحكي- الخطاب وفائض المعنى. وتوفي ريكور في شاتيناي مالابري، 20 مايو 2005. وكتب عنه عمر مهيبل يقول: "كان ريكور أستاذاً مبرزاً ذائع الصيت، استطاع بحسه الإنسانى الصافى أن يشيِّد فلسفة محكمة البنيان؛ بسيطة فى شكلها، عميقة فى دلالتها، فلسفة كانت على مرمى حجر من مشارب معرفية عدَّة". وأضاف الكاتب "يرى ريكور منطلق الفهم أنه كامن فى تركيبة السؤال ذاته، وكذلك أن العلاقة بين الرمز والتأويل عنده هى علاقة جنينية ترتسم حولها وبها معالم الحقل الأبستيمولوجى المؤسِّس للهرمينوطيقا أو التأويل، فالرمزية مرتع خصب لتعدُّد المعانى والدلالات"

تحميل كتب ومؤلفات بول ريكور

تميل قراءة كتب بول ريكور أونلاين كتب بول ريكور إلترونية تحميل براط مباشر كتب بول ريكور تحميل كتب بول ريكور pdf بروابط مباشرة مجانا كب بول ريكور مصورة للكبار والصغار لموبايل أندرويد أيفون تحميل كتب بول ريكور pdf للتابلت وللكندل والكمبيور تحميل كتب بول ريكور pdf بالعربية و الأنجليزية تحميل مجاني مجموعة كبيرة من الكتب للكاتب بول ريكور.

تحميل كتب ومؤلفات بول ريكور