مميز بالأصفر

مميز بالأصفر هو دليل ستجد فيه كلمات تجلب الهدوء، كلمات تجلب الشفاء، كلمات تقدم التشجيع وتحث على التغيير وتكافئ على الجهد نأمل أن تساعدك على العيش بحكمة والاختيار بذكاء، إذ سيمدك الكتاب بالشغف لتتعرف على الكنوز المدفونة بين سطوره، فهو يلقي الضوء على أهم وأفضل الاقتباسات والقصص التي تدل على فهمٍ عميق لأسس الحياة الطيبة، التي تزودك بالإلهام والحافز لنتعامل مع المشكلات التي نواجهها بصفة يومية.

الإحسان

يبدأ الكاتب هنا بقصته عندما كان في سيارته يختبر معلوماته الثقافية ويحاول الإجابة عن أسئلة المذيع التي تنطلق في الراديو في يوم ممطر وهو ذاهب لعمله “ما هو اسم آخر شخص فاز بالأوسكار؟ من هي ملكة جمال أمريكا؟ من فاز …” إلا أن الكاتب لم يتمكن من الإجابة ولا على واحد منها، ولكن حين انتقل المذيع إلى مرحلة جديدة من الأسئلة ألا وهي : “ما اسم آخر شخص قال لك أحبك؟ هل تذكر شخصاً عاملك بإحسان مؤخراً؟ هل تذكر شخصاً عاملته أنت بإحسان؟..” فقد أجاب الكاتب عن الأسئلة جميعها وقلبه يملؤه الحب والغبطة، لقد علت الابتسامة وجهه طوال الوقت.

إن الإحسان مهم، إنه شيء نستحق أن نتوق إليه وأن نعيش الحياة من أجله، إن الإنجازات الهائلة والأعمال الجديرة بالثناء والإعجاب قد تنقش على الحجر، ولكن أفعال الإحسان الهادئة الجميلة الرقيقة هي التي تنقش في القلوب.

ثم يسرد الكاتب قصة أخرى عن جزاء الإحسان عندما قام فلاح فقير بمساعدة طفل يغوص في طين أسود في مستنقع خطر، ليجد بعد يوم رجل غني يدق باب بيته قاصداً داره لتكريمه على مساعدته لابنه، وقدم له بعض المال، إلا أن الرجل الفقير لم يقبل ذلك، فعرض عليه الغني إثر ذلك أن يساعد ابنه كما ساعد ولده الأمس، وذلك بأن يحرص على تعليمه أرقى تعليم ممكن في البلاد، فوافق الرجل الفقير، وحافظ الغني على وعده.

تخرج ابن الفلاح من كلية الطب من مستشفى سانت ماري، وقدم هدية للعالم بأسره ألا وهو البنسلين، ذاك الطبيب كان اسمه “سير ألكساند فليمنج“، الطبيب المشهور الذي عاد ورد المعروف مرة أخرى بإنقاذ ذلك الصبي الذي أصبح رجلاً من الالتهاب الرئوي، ذاك الصبي يدعى “وينستون تشرشل” وأبوه الذي علّم فليمنج هو “راندولف تشرشل”.

الكرم

يروي الكاتب  قصة حدثت عندما كان في الثانوية في سبعينيات القرن الماضي، إذ كان مشاركاً في حملة تمويل إحدى مؤسسات إطعام وإيواء الفقراء، حيث ساد شتاء قارس، والجليد يكتسح الطرق، وأرخى الليل سدوله فتضاءلت جموع المتبرعين، إلا أنه يتذكر جيداً حين أتى رجل عجوز إليه ووضع بضعة بنسات قليلة مع جملة: “ليس بإمكاني أن أمنع نفسي”، إذ تعجب الكاتب من مجيء رجل كبير في السن من مسافة بعيدة ليضع فقط هذه البنسات القليلة، ليكتشف فيما بعد أنها عبارة عن آلاف الدولارات، فهي مصنوعة من الذهب الخالص من أصل جنوب أفريقي.

لقد أصبحت كلماته تلك ملخصاً لجوهر الكرم المثير الكامن في قلوب البشر الذي يدفع المرء لمساعدة الآخرين بدون سبب سوى متعة خدمة قضية أكبر من ذاته، تلك هي اللحظات التي تتآلف فيها أرواحنا بروعة وبهاء، تربطنا بالغاية من خلقنا.

 “ما أبعد ما يصل إليه ضوء هذه الشمعة! كذلك يشرق عمل الخير في عالم بغيض”.

المتع البسيطة

إن كل واحدٍ منا يقدّر ما هو قريب وغال على قلبه بطريقته الخاصة، إن الحياة تحثّنا على التوقف قليلاً والتوثيق والاستمتاع بمتعها البسيطة، شروق الشمس وغروبها، حقول الأزهار، اللحظات ما قبل لقاء شخص نحبه، الاستحمام تحت ضوء القمر، سماع كلمة “أحبك” وقولها لأحد تحبه من أعماق قلبك، الاحتضان، شم رائحة الملاءات القطنية النظيفة، هدهدة طفل رضيع، رؤية أزهار البنفسج على الشرفة، الدعاء، سماع أمواج البحر، النوم براحة بال، والكثير الكثير.

يروي الكاتب قصة صياد صغير يعود من البحر باكراً، يسأله رجل الصناعة الذي يصادفه في الطريق عن سبب عودته باكراً من البحر، لماذا لم يأتِ بالمزيد من السمك؟، فيجيبه الصياد ” لماذا أريد فعل ذلك؟”، فيرد عليه رجل الصناعة :”من أجل جلب المزيد من المال الذي يمكنك من شراء قارب، ليدر عليك فيما بعد مالًا لشراء شبكة صيد سمك كبيرة ومن ثم تصبح غنيًّا وتستمتع بحياتك كما أفعل أنا الآن”، إلا أن الصياد أجابه: “وماذا أفعل الآن برأيك؟”.

 “الأحمق يبحث عن السعادة بعيداً، والحكيم يزرعها بين قدميه”.

في حكاية أخرى يذكر الكاتب قصة السيدة المشردة التي وقفت لبرهة أثناء غروب الشمس تشاهد سرب الإوز الذي يهاجر إلى بلادٍ دافئة بعد مجيء الشتاء، فتنظر إلى السماء بنظرة يملؤها الشكر والتقدير قائلة “كم أنعم الله علي”، مشهد الإوز كسر واقع كفاحها المرير، لقد كان المشهد هو هدية الله لها للتغلب على مذلة العيش في الشارع.

“لا بد أن الحياة تعني أكثر من امتلاك كل شيء”.

التوجه الذهني

لقد رأينا ذلك مرات عديدة عندما يقوم كلب الحي بمحاصرة قطة في الزاوية، لتقوم تلك القطة برفع ظهرها للأعلى، ويتضاعف حجمها بشكل عجيب، وتصدر صوتًا أشبه بهسهسة كالثعبان، وتخدش الهواء بمخالبها، ويقرر الكلب هنا أن يكون أكثر حكمة فيتركها ويذهب.

هذا ما يسمى بالتوجه الذهني، فالقطة تعلم أنها لا تستطيع مناطحة كلب يزن 75 رطلاً، ولكن بكل تأكيد بدت كأنها تستطيع ذلك، ونحن جميعنا أيضاً نقابل كلاباً نابحة كل يوم، والكيفية التي نختار التعامل بها تحدد جودة حياتنا، إن التوجهات الذهنية التي نتبناها دائماً ما تتفوق على الحقائق والمواقف.

 “هناك جانب إيجابي، وجانب سلبي لكل شيء، وفي كل لحظة أقرر لأي جانب أنظر”.

عاهد نفسك بأن تكون أقوى من أن يعكر شيء مزاجك، أن تنظر للجانب المشرق في كل شيء، أن تفكر في الأفضل فقط، وتعمل من أجل الأفضل فقط، وتتوقع الأفضل دوماً، أن تنسى أخطاء الماضي وتسعى لتصحيح المستقبل، أن يكون وجهك مبتهجاً دوماً وتبتسم في وجه كل مخلوق تقابله، أن تخصص وقتاً لتحسين نفسك بحيث لا يكون لديك وقت لانتقاد الآخرين، أن تكون أكبر من أن تقلق، وأنبل من أن تغضب، وأقوى من أن تخاف، وأسعد من أن تسمح بوجود متاعب.

“إن عيش الحياة ليس خياراً مطروحاً، فلا بد أن نعيش الحياة، الخيار الحقيقي هو كيف نعيشها”.

 “الحياة عبارة عن 10% أحداث تقع لي، و 90% استجابة مني لتلك الأحداث”.

الزواج

عهد الزواج الذي يتم تبادله بين الزوجين ما هو إلا كلمات تقال في لحظات، إلا أن تلك الكلمات سواء كانت بسيطة أو بليغة، تسمو فوق الظروف عن طريق الالتزام بالحب إلى الأبد، أن يحافظ كل فرد على الآخر في الصحة والمرض، أن يحبه ويرعاه، وذلك لأن الاثنين أصبحا واحداً، كلمة “أنا” أصبحت “نحن”.

إن حرف العطف “و” في عهود الزواج يربط بين المرتفعات ومنخفضات الحياة التي ستأتي لا محالة، لأن تلك هي مراسم وجودنا، وفي تلك العهود تظهر أعمق حقائق الحياة واضحة جلية، فهو قرار، هو اختيار، هو تصرف إرادي واعٍ يستلزم اتفاقًا بين الشريكين، يستلزم تفهم، يستلزم احترام وتسامح وتشابك أيدي في الأوقات الصعبة، ولكن كل الأمور تستقيم في مسارها الصحيح إذا كان الزوجان يحبان بعضهما البعض ويحافظان على التزامهما بإخلاص.

 “لو أمكن أن يصبح شخصان واحداً، لكنا أنا وأنت”.

“الزواج الناجح يتطلب الوقوع في الحب مرات عديدة، ولكن دائماً مع نفس الشخص”.

يذكر الكاتب قصته حين كان ينتظر عودة صديقه في المطار، ليتفاجأ بمشهد عائلة تستقبل رب الأسرة بطريقة جميلة للغاية، إذ يقوم الأب بتقبيل أبنائه واحداً واحداً بكل حب وغبطة تعبر عن مدى اشتياقه لهم، ثم يتسنى له في النهاية معانقة زوجته واحتضنانها والهمس بأذنها بأنه يحبها جداً.

لم يستطع الكاتب حينها كبح جناح نفسه وسؤاله : “كم عام وأنتما متزوجان؟” فأجابه الأب : “اثنتي عشر عاماً”

-“وكم عام وأنت غائب؟”

-“يومان فقط”.

-“إذا هذا هو الحب”.

 “عندما يسود الحب، يمكن تحقيق المستحيل”.

الأبوة

كم سمعنا من قبل في حفلات التخرج، إن كلمات الشكر للطلاب دائماً ما تكون موجهة للوالدين، ولوقوف الوالدين وما قدموه من عون، لتشاهد بعدها تصفيق حار من قبل الجمهور وكأنه تكريم وتشريف لكل الجهود النبيلة التي يبذلها الآباء في كل مكان.

الأبوة واجب مقدس، لا يمكن التقليل من شأنه أبداً، إن الأساس الراسخ من الالتزام العميق من جانب الأب والأم تجاه الأبناء قد يكون هو أيضاً منصة الإطلاق التي تدفع هؤلاء الأبناء نحو آفاق جديدة، إن الجهد المبذول لتعليم الصغار كل ما هو طيب وصادق وذي قيمة سيؤتي ثماره في الوقت المناسب تماماً، إن النمو الذي يحدث في أعماق أرواح الأبناء نتيجة التواجد الدائم للآباء ورعايتهم، سيزدهر أمام أعينهم، ربما سيسمعوا جميعاً هذا التصفيق الحار يوماً ما.

“إنه لأمر جلل أن تقرر إنجاب طفل، إنه يعني أن تقرر السماح لقلبك بأن يحوم خارج جسدك إلى الأبد”.

أن تكون أباً صالحاً ليس بالأمر السهل، وهو لا يعني أبداً عدم ارتكاب أي خطأ، ولكن ينبغي أن تستمر في المحاولة، ابذل بعض الجهد لكي تفهم أولادك، وتكون قدوة حسنة لهم، والأهم أن تظهر لهم أنك تحبهم.

إن الكرم والإحسان مع الآخرين وتوطيد علاقات قوية راسخة مع الأشخاص الذين نحبهم واختيار التوجهات الذهنية، أمورٌ تساعدنا على عيش ساعات الحياة اليومية العادية واكتشاف معنى الرضا والإشباع النابعين من تقدير المتع البسيطة والاستمتاع بها، وهي الأمور التي ستتكرر معنا في  كتاب مميز بالأصفر .


كتب PDF ، كتب و روايات PDF ، أفضل تجميعات الكتب، كتب عالمية مترجمة ، أحدث الروايات و الكتب العربية ،أفضل ترشيحات الكتب و الروايات، روايات و كتب عالمية مترجمة.