أمين معلوف الأديب الرحالة

هل أنت ممن يهوَون قراءة الروايات الفريدة؟ هل تجري القصص والكتب الروائية مجرى الدم من جسمك؛ لا تستطيع الانفكاك من إحداها حتى ترى نفسك تُتبِع الواحدة بالأخرى؟ إذاً لا بُدّ أنك سمعت عن الاسم اللامع والصيت الواسع للكاتب العربي الأعجوبة أمين معلوف.

لا بُدّ أن هذا الاسم الكبير قد مر على مسامعك مسبقًا.

هذا الكاتب الفريد الذي ما ناظره في عصره أسلوب وأناقة وروعة في الكتابات الروائية إلا القليل.

وإننا لنجد في أنفسنا حسرةً ونحن نخط سطور هذا المقال بانتقاء أفضل أعماله، كيف لا وكلها تحفٌ فنيّة ومنصّات فكرية مُذهلة.

وبمرارة وصعوبة كبيرين استنبطنا من آراء القُرّاء والتقييمات العالمية أشهر روايات أمين معلوف لنَسطرها الآن بين يديك عزيزي القارئ في هذا المقال.

من هو أمين معلوف؟

أمين معلوف هو كاتب وروائي عربي لُبناني، ولد في لبنان عام 1949 ثم انتقل سنة 1976 إلى فرنسا.

وبالرغم من كون العربية هي لغته الأم، إلا أنه كتب معظم رواياته باللغة الفرنسية.

وتمت ترجمة رواياته إلى أكثر من 40 لغة حول العالم، كما وحازت بعض رواياته على العديد من الجوائز الأدبية، كجائزة جائزة غونكور سنة 1993، كبرى الجوائز الأدبية الفرنسية في ذلك العام، والتي نالها على إثر روايته الفريدة “صخرة طانيوس”، كما وتم انتخابه ليصبح عضوًا في الأكاديمية الفرنسية سنة 2011، ليكون أول كاتب من أصول لبنانية حاز على هذا الشرف.

تتميّز روايات أمين معلوف بأسلوبها الفريد المشتقّ من خبرته بواقع الحروب الأهلية، إذ تتحدث في معظمها عن شخصيات متنوّعة، كُلّ منها يمثل طائفة أو جنسية أو انتماءً معيّناً يصف -من خلال تفاعلها مع بعضها البعض- الأحوال والأوضاع العالمية التاريخيّة المختلفة فيما مضى.

سنسوق فيما يلي أشهر الروايات التي خطّتها أنامل أمين معلوف مُذ امتهن مجال الكتابة إلى وقتنا الحاضر، مستعرضين في كل عنوان مقتطفات فريدة وموجز بسيط عن كل رواية؛ فهاك اختيارنا لأشهر روايات أمين معلوف.

سمرقند

أو ما أطلق عليها شخصيًّا “التحفة الفنيّة المعاصرة”، والتي خطّها أمين معلوف عام 1988. حازت على جائزة دار الصحافة الفرنسية (Prix Maison de la Presse)، ونالت إعجاب أكبر القرّاء حتى قال في تأليفها أحمد رشيد (الكاتب والصحفي الشهير) “أن أمين معلوف قد أّلف كتابًا استثنائيًا حقًا”.

قصّة سمرقند على بساطتها تحمل في طيّاتها معانِ غزيرةِ فهي تحكي عن رباعيات عمر الخيّام، ولمن لا يعرف عمر الخيام، فهو رياضي وفلكي وشاعر فارسي شهير عاش في القرن الحادي عشر وأشهر مؤلّفاته هي ما يُعرف بـ “رباعيات عمر الخيام” والتي تدور رواية أمين معلوف وتتمحور حولها. وتنقسم الرواية إلى قسمين، أما الأول فيحكي عن تأليف عمر الخيام لرباعيّته الشهيرة ومجمل الأحداث الهامة التي ترافقت مع ذلك.

وما يميّز النسق الذي سرده أمين معلوف في هذه الرواية هو تطرّقه للعديد من الشخصيات التاريخية بطريقة فريدة وإعادة إحياء علاقاتها مع بعضها في منظومة أدبية مدهشة، قال فيها أحمد رشيد أنها “لم تظهر في رواية أخرى من قبل”.

أما أحداث القسم الثاني فتأخذ مجراها في القرن العشرين لتستعرض لنا الشخصية الأمريكية الخيالية بينجامين ليساج وسعيه الدؤوب للحصول على المخطوطة الأصلية لرباعية عمر الخيام، ونجاحه في ذلك، ليذوق بعدها مرارة ضياعها أثناء غرق سفينة التايتانيك.

الأحداث المشوّقة والشخصيات المميّزة في رواية سمرقند ستشدّ انتباهك من أول سطر لها إلى آخر كلمة فيها.

ليون الأفريقي

ثاني أشهر روايات أمين معلوف في قائمتنا تمت طباعتها بشكل سابق لخليفتها “سمرقند” عام 1986، وحازت خلال فترة قصيرة على إعجاب جمهرةٍ واسعة من القرّاء والمفكّرين لما تضمّنته من حبكة روائية رائعة وفريدة من نوعها.

نجح أمين معلوف في استقطاب إعجاب القرّاء من خلال الأسلوب الفريد في سرد أحداث الرواية والتي أخذت شكل المذكرة الخاصة ببطل الرواية وهو ليو الأفريقي. والذي يقصُّ في مذكرّته، التي تمثل مبنى الرواية نفسها، مغامراته المشوّقة في العديد من البلدان واصطدامه بالأحداث التاريخية في كل مدينة يخطو فيها، بالرغم من أن شخصية ليون الأفريقي هي من نسج خيال أمين معلوف، إلا أن الأحداث واللقاءات وحتى الشخصيات التي صادفها بطل القصة في رحلاته حقيقيّة ودقيقة.

تنقسم أحداث الرواية إلى أربعة فصول، كل فصل منها يمثّل مدينةً جازها ليو الأفريقي، وهي: غرناطة وفاس والقاهرة وأخيرًا روما، في كلٍّ منها قصة وحبكة مثيرة لا تكاد تخلو من اللقاءات والأحداث التاريخية الحقيقية، وكيف تلقّاها بطلنا ليو مُظهرًا معالمها بشكلٍ تفصيلي رائع مع نكهةٍ فريدةٍ من المغامرة والتشويق المستمر.

رواية رائعة وممتعة بكل المقاييس، وفيها من البلاغة والدروس التاريخية ما يرضي النفوس ويروي ظمأ القرّاء، أنصحك عزيزي القارئ إنك كنت مهتمًا بالأحداث التاريخية في القرن السادس عشر أن تخوض هذه الرحلة الفريدة مع صديقنا ليو في أحد أشهر روايات أمين معلوف على الإطلاق.

الحروب الصليبية كما رآها العرب

الحروب الصليبية كما رآها العرب أولى الأعمال الفنية الفريدة لأمين معلوف وأكثرها وِفرةً وغزارةً بالأدبيات التاريخية. فإن كنت مهتمًا بالتعمّق في حقبة الحروب والغزوات الصليبية فهذه الرواية ستنال إعجابك حتمًا. تمت طباعتها سنة 1983 باللغة الفرنسية في بادئ الأمر لتُترجم بعدها إلى العربية، حازت هذه الرواية على تقييمات إيجابية كبيرة في موقع GoodReads المشهور، كما وتركت انطباعًا مميّزًا لدى الكثير من الروائيين المشهورون كإحدى أشهر روايات أمين معلوف على الإطلاق بسبب حبكتها المشوّقة وشفافيتها الفريدة في عرض التفاصيل التاريخية.

والرواية كما يوحي اسمها هي سرد أدبي تاريخي للحروب الصليبية التي جرت بين القرنين الثاني والثالث عشر الميلاديين، وذلك من وجهة نظر العرب. واعتمد أمين معلوف في تأليفها على العديد من مؤلفات المؤرّخين العرب المعاصرين للحروب الصليبية، مُضيفًا إلى أسلوب سردها نكهة قصصية فريدة تشدُّ القارئ تباعًا مع تقدّم الأحداث فيها.

إحدى أشهر روايات أمين معلوف التاريخيّة والتي تقدّم فرصةً رائعةً للغوص في مجريات الحروب الصليبية وما صاحبها من أحداث تاريخيّة مثيرة، ننصحك عزيزي القارئ إن كنت مهتمًا بتلك الحقبة بقراءة هذا الكتاب الرائع.

هذه كانت قائمتنا المتواضعة لأشهر روايات أمين معلوف وما هي إلا غيض من فيض، لا يتّسع المقام لذكرها كلّها وإن كانت جميعها تستحق القراءة، فماذا قرأت أنت منها؟ شاركنا آراءك عن قائمتنا في التعليقات.

و يمكنك تحميل جميع أعمال أمين معلوف من خلال هذا الرابط : جميع أعمال أمين معلوف 

كتب PDF ، كتب و روايات PDF ، أفضل تجميعات الكتب، كتب عالمية مترجمة ، أحدث الروايات و الكتب العربية ،أفضل ترشيحات الكتب و الروايات، روايات و كتب عالمية مترجمة.