تأليف : كلثم علي غانم الغانم

إن الدراسة التي بين أيدينا تهتم بالأسباب التي تؤدي إلى وجود ظواهر ثقافية معينة والعلاقة التي تربط ظهورها بظواهر اقتصادية اجتماعية أساسا. وبالطريقة التي تحدد شكلا معينا من الأداء الجماعي أو الفردي ضمن إطار احتفال معين بمناسبة معينة. سواء من حيث الأداء الصوتي أو الحركي أو الوجداني والتي بدورها تحدد لونا ثقافيا معينا يميز ظاهرة اجتماعية معينة، والأدوات والوسائل التي تساعد في تحديد ذلك اللون. على هذا الأساس فإن الدراسة سوف تركز على الدور الذي تلعبه ثقافة المجتمع في تحديد نوع من التعبيرات الرمزية التي تسود تلك الاحتفالات وكيف أن نمط ونوع المعتقدات والقيم والسلوكيات السائدة في المجتمع كثيرا ما تحدد نوع الموسيقى والأداء والنصوص المتداولة.... تحاول هذه الدراسة إلقاء الضوء على تلك الاحتفالات الجماعية المرتبطة بالظواهر الاقتصادية الاجتماعية في المجتمع. وفي الدراسة التي بين أيدينا فإن اهتمامنا ينصب على الاحتفالات الجماعية المرتبطة بموسم الغوص على اللؤلؤ. فلقد كانت هناك علاقة قوية ما بين السكان والبيئة المحيطة، تلك العلاقة التي نتجت أساسا من عدم قدرة المجتمع على التحكم في تلك البيئة أو تعديلها في ضوء درجة التطور التي بلغها في تلك المرحلة فخضع لها خضوعا كاملا. إلا أنه تمكن من أن يطور من نظمه المالية في مجال صناعة أو مهنة صيد اللؤلؤ – النشاط الاقتصادي الرئيسي في المجتمع – بحيث تناسبت مع الأوضاع العامة للسكان وظروف البيئة، وأن يسخر موارده البشرية بحيث تخدم وتستغل ما وفرته تلك البيئة من موارد طبيعية، الأمر الذي مكنه من إقامة تجارة تصديرية قائمة على تلك الموارد.

---